الخميس، 11 مايو 2017

شاعر من بلادي/ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﺯﺭﻋﺔ

نبذة ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﺯﺭﻋﺔ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺍﻟﻨﺸﺄﺓ :
نقره لتكبير أو
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﻫﻲ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1934 ﻡ ﻭﺍﻻﺳﻢ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻪ : ﺣﺴﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﺯﺭﻋﺔ ، ﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺑﻬﺎ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺎﺷﻘﺎً
ﻟﻠﺸﻌﺮ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﻔﺎﺭﻩ .
ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﺩﻱ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ … ﻭﻟﻤﻴﻼﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺣﻴﺚ
ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻀﺮ ﺃﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ
ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ .
ﻟﺒﺎﺯﺭﻋﺔ ﺗﻮﺃﻡ ﺑﻨﺖ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻡ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺍﺧﻴﻪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ..
ﺗﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻭﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻭﺻﺒﺎﻩ ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻔﺘﻖ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻨﺪﻩ ..
ﻫﺎﺟﺮ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﺭﺣﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ..
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﻷﻧﻪ ﻏﺮﻳﺐ ﺩﻳﺎﺭ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻴﺎﻻً ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ .. ﻭﺍﺻﺪﻗﺎﺅﻩ
ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ ﻻﻳﻤﻴﻞ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ .. ﻭﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻻ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ..
ﻭﻣﻦ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻔﻴﺼﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ .
ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎﻛﺘﺐ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﺷﻌﺎﺭ ﻋﻄﺮﺕ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻭﺳﺤﺮﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎﻫﻲ
ﺇﻻ ﻧﺘﺎﺝ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻴﺎﻭﻝ ﺳﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺪﻡ
ﻟﺨﻄﺒﺔ ﻓﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ .. ﻟﻜﻦ
ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺭﻓﺾ ﻭﺗﺰﻭﺟﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺸﻘﻬﺎ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﻃﻬﺮ
ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺣﻤﻞ ﺣﻘﺎﺋﺒﻪ ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ .
ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺍﺑﺎﻥ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﺑﺎﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻴﺮ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ
ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﻳﺠﻴﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﻄﻼﻗﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺍﻻﻣﻴﺮ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻔﻴﺼﻞ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﻓﺴﻮﺭ ﺍﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﺳﺘﺎﺫﻩ
ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺑﺎﻻﺣﻔﺎﺩ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﺴﺮ ﺩﻭﻟﻴﺐ .
ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﻳﺎﺿﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ ﺍﻻﻭﻝ ﻓﻘﺪ ﻟﻌﺐ ﺑﻔﺮﻳﻖ ﺣﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻭﺗﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﺩﻱ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﻟﻤﻨﺼﺐ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ
ﻭﻟــﻪ ﻋــﺪﺓ ﺍﻧﺠــﺎﺯﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿـﺔ ﻭﺗﺮﺑﻄــﻪ ﻋﻼﻗـﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻴﻦ
ﺑﺒﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻭﻗﺎﺭﺉ ﺟﻴﺪ ﻟﻜﻞ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺘﺐ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ .
ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻗﺼﺔ ﺣﺒﻪ ﺍﻻﻭﻝ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻟﻠﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ
ﻋﺎﻡ 1968 ﻡ ﻟﻴﺴﺘﻘﺮ ﺑﺠﺪﺓ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻭﻫﺎﻡ ﺣﺒﺎً ﺑﻮﻃﻨﻪ
ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺍﻻﻻﻡ ﻭﻣﻜﺚ ﻓﻲ ﺷﻘﺘﻪ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺍﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍً ﻭﻓﺠﺄﺓ
ﺟﺎﺀ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﺧﻼﺀ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻓﻮﺭﺍً ﺑﺎﻣﺮ ﺍﺯﺍﻟﺔ ﻓﺤﺰﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﺰﻧﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻋﻠﻰ
ﻓﺮﺍﻕ ﺷﻘﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺣﺒﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻌﺎﻧﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﺒﻪ
ﻟﻼﺷﻴﺎﺀ ﺣﺒﻪ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺪﺛﺮ ﻭﺍﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻣﻮﺕ
ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻔﻴﺼﻞ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺼﻤﺖ
ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺭﻭﺡ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ
ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻻﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺭﻓﺾ ﻭﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺭﻓﻀﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻲ ﻫﻮﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ
ﺍﺑﺪﺍً ﻓﺎﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺘﻪ ﺳﺎﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻭﺟﺪﺍﻧﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ .
ﻛﺎﻥ ﻟﺒﺎﺯﺭﻋﺔ ﺣﺠﺮﺍ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮﺍﻷﺣﻤﺮ ﺑﺒﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑﺎﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻋﻘﺐ ﺳﻔﺮﻩ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻭﺗﻐﻴﺮﺕ ﻛﻞ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ
ﻭﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻭﺭﻏﻢ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﻝ ﻇﻞ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻨﺖ ﺍﻟﻮﻛﺮﺍﻟﻤﻬﺠﻮﺭ ﻃﻮﻝ ﻏﻴﺎﺑﻚ ﻭﻛﺘﺐ ﻓﻴﻪ ‏» ﻋﺎﻫﺪﺗﻨﻲ ‏«
ﻭ " ﻻ ﺗﺴﻠﻨﻲ " ﻓﻴﺮﺳﻞ ﺷﺎﻋﺮﻧﺎ ﻗﺒﻠﺔ ﺳﻜﺮﻯ ﻋﺮﻓﺎﻧﺎً ﻭﻭﻓﺎﺀً ﺍﻟﻲ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ
ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﻨﺠﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺷﺠﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻻ
ﻭﺣﺒﻚ ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺣﺠﺮﻩ ﻭﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﻗﻀﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺠﺮﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺣﺒﻪ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ -:
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻣﻠﻲ ﺍﺑﻘﻰ ﺟﻨﺒﻚ
ﺍﺻﻠﻲ ﺑﻌﺪﻙ ﻣﺎﻫﻮﻳﺖ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻠﻚ
ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻌﺮﻭﺑﺔ ﻧﺼﻴﺒﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﺷﻌﺎﺭﻩ ﺣﻴﺚ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﺤﺒﻪ ﻟﻠﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﻳﻈﻬﺮ
ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﺑﻲ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻻﺭﺍﺿﻲ
ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ‏» ﻋﺮﺱ ﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻦ ‏« ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ 25/7/1978 ﻡ .
ﺳﺮ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ :
ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻭﻗﺪ
ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﺒﺮﻩ ﺳﻨﺎً ، ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺷﻬﺮﺓ ﺑﺎﺯﺭﻋﺔ
ﻭﺇﻧﺘﺸﺎﺭﻩ ﻭﻭﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﺍﻭ ﺍﻳﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﺑﻞ ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺑﻄﻪ ﺻﻠﺔ ﻭﻃﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﺯﺭﻋﺔ
ﻭﻛﺎﻧﺎ ﺍﺧﻮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺍﻟﺴﻜﺮﻯ ﻫﻲ ﺍﻭﻟﻰ ﺍﻻﻏﻨﻴﺎﺕ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﺯﺭﻋﺔ
ﻧﻈﻤﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭﺍﺩﻱ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻟﻢ
ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻟﺠﻨﺔ ﻻﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﻠﺔ
‏( ﻫﻨﺎ ﺍﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺃﺱ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﺍﻻﺫﺍﻋﻲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ
ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺗﻘﻮﻡ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﻓﻤﺎ ﻳﻨﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻬﺎﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻮﻥ ، ﻭﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺻﻼﺡ ﺍﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ،
ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺣﺴﻦ ،ﺣﺴﻴﻦ ﺑﺎﺯﺭﻋﺔ ، ﻗﺮﺷﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ، ﺣﺴﻴﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ
ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﺍﻥ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺍﻟﺴﻜﺮﻯ ﻓﺎﺯﺕ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﻭﻏﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﺴﻴﻦ .. ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ
ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻛﺎﻏﻨﻴﺎﺕ ‏» ﻏﺮﺩ ﺍﻟﻔﺠﺮ ، ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺍﻟﺴﻜﺮﻯ ‏« ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻧﻪ
ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ .
ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻤﻌﻪ ﺻﻠﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﺠﺬﻭﺏ
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻌﻤﻼﻥ ﺳﻮﻳﺎً ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻻﺷﻐﺎﻝ ﺑﺒﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺮﺃ
ﻛﺜﻴﺮﺍ ًﻟﻠﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﻳﻘﺮﺃ ﺍﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﻴﻦ ﻣﺒﺎﺭﻙ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺣﺴﻦ .. ﻭﻋﻦ ﺻﻠﺘﻪ ﺑﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﺎﺯﺭﻋﺔ
ﻋﻼﻗﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﺑﻮ ﺁﻣﻨﺔ ﺣﺎﻣﺪ ﻭﺳﺒﻖ ﺍﻥ ﺯﺍﺭﻩ ﺑﺎﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ .
ﻭﺣﻮﻝ ﺁﺧﺮ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺁﺧﺮ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﺳﻢ ‏( ﻣﺮﺛﻴﺔ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ‏)
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺣﻞ ﻣﻦ ﺷﻘﺘﻪ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﺷﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ
ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ -:
ﻏﺪﺍً ﺍﻗﻮﻝ ﻭﺩﺍﻋﺎً ﺷﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ
ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻯ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﻏﻴﺮﻣﻨﺘﻈﺮ
ﺍﺗﻰ ﺍﻟﻨﺬﻳﺮ ﺑﻼ ﻭﻋﻴﺪ ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﻲ
ﺭﺣﻴﻠﻚ ﻣﺎ ﺍﻗﺴﺎﻩ ﻣﻦ ﺧﺒﺮ
ﺣﻘﺎً ﺍﻭﺩﻉ ﺩﺍﺭﺍﺣﺒﻪ ﺍﻷﺛﺮ
ﺗﻤﻮﺝ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻻﻳﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ
ﻗﻀﻴﺖ ﺷﺮﺥ ﺷﺒﺎﺑﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﺿﻠﻌﻬﺎ
ﻭﺑﻴﻦ ﺍﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﺍﻭﺩﻋﺖ ﻣﺪﺧﺮﻱ

0 التعليقات