...... قصة البصل و البترول ....
بقلم / يوسف محمد علي حسين .
يحكي لنا صديقي ان رجل كان مزارعا متواضعا و يكسب رزق يومه ( رزق اليوم ب اليوم ) و في احد اﻵيام قرر ان يغامر مغامرة و يخاطر حتي يزرع محصول يلبي طموحاته و باع كل ما لديه من ممتلكات بسيطة ك حيونات و ما الي ذلك و قال له اخاه ( إنت بي قروشك جيبا تعال نشترك مع بعض و نزرع سمسم و بعدين نتقاسم - اﻹنتاج ) و لكن قرر ان يزرع البصل بدل السمسم و رفض شراكة اخاه ....
و بالفعل كان الخريف مبشرا و كانت نتائج الحصاد مرضية للجميع و اقترب موسم الحصاد و الجميع يترقب ( البصل ) الذي زاعت شهرته و شهرة صاحبه الذي تغيرت نبرت صوته و ظن ان ( العيد باكر ) و لكن ليس بعد موسم الحصاد و بعد ما حصد الجميع محاصيلهم و هو الوحيد الذي زرع البصل و كانت هي اكبر صفقة له ... فحلم كثيرا بالثراء المقبل عليه و كيفية إدارته و ايضا كان يترقب ان يتعالي علي زمﻵئه المزارعين الذين كانوا يستحقرونه و لكن اليوم اتي اﻵوان ان ( يتبوبر و يتفشخر ) عليهم ....
و في سوق المحاصيل باع جميع المزارعين محاصيلهم بالرغم من ان اثمانها كانت متواضعة علما بأن محاصيلهم كانت هي الزرة و السمسم و هنالك عدد كبير من من زرعوا هذا المحصول لذا كان السعر متواضع لكن الجميع ( باركوه و قرضو علي كده )....
لكن صديقنا لم يقتنع بسعر المذايدة و طلب ثمنا باهظا من الصعب ان يحصل عليه في هذا السوق و بالفعل هو الوحيد الذي يمتلك ( البصل ) ... لكن من شدة جشعه لم يرض بما قيل له في المذاد و قرر ان يرجع بمحصوله ... و هو يعرف ان البصل سريع التلف لكن استشار بعض زمﻵئه الذين سوف ( يغطسون حجره فيما بعد ) فقال له احدهم (اجر ليك ناس و قطع البصل و ختو في الشمس ) لكنه ﻵ يملك ما يدفعه للعمال و هداه احده الي فكرة ( فنيطة ) وقال له : ياخ البصل دا وديهو في بيت فاضي و ختو في رملة ناعمة من رملة القاش و يقعد فترة و ما يبوظ ﻵ حاجة ....
اقتنع المزارع بتلك الفكرة و احس بعدم و جود البصل في جميع اﻵسواق و هو الوحيد الذي يمتلك البصل الذي ( دفنه في رملة القاش بي طريقة فنانة) و ظن ان ( العيد باكر ...
و اعلن للجميع و قال لهم انه سوف يبيع البصل في هذه اﻵيام و بدل انا يذهب إلي السوق يأتي الناس اليه في منزله و يبيع بالسعر الذي يحقق رغباته ... و بالفعل تجمهر جميع الناس و الكل يريد شراء البصل لكن لم يعلم صديقنا انه ( بلع الفاس ) .... و دخل الجميع لشراء البصل و اصبح البصل عبارة عن قشور بصل و اخري كرات بصل مجوفة و الجميع يصرخ و يقول ( ألبصل باظ ... البصل باظ ... باظ..) في هذه اللحظة ذهب الجميع و تركوه و حيدا بين رمال البصل و قشوره التي تدور مع الرياح و هو ﻵ يصدق ما تراه عيناه و عندها ادرك حجم ( الماسورة التي ركبها ) و بين التصديق و التكذيب و الضحك و البكاء و قبل ان يبيع العسل كسر الجرة و سال العسل .....
.... جنوب السودان اﻵشقاء الذين قرروا تقرير مصيرهم و ايضا قررا زراعة ( البصل ) و البترول الذي لطال ما غنوا به و ظنوا ان ( العيد باكر ) و تلف بترولهم كما بصل المزارع الطماع ( اللئيم ) الذي رفض مشاركة اخيه و قرر ان ينفصل دونه .... و هو لم يعلم لقد تغيرت كل المفاهيم في هذا الزمن حتي اﻵمثال السودانية ..
كان زمان اهلنا يقولوا :
القال يبلع الفاس امسك ليهو العود
لكن تغير المثل الي القال يبلع الفاس لزو ليهو بي العود ...
و من الواضح جدا ان الجنوب بلع الفاس و العود و حتي اﻵن ما عارفين يخلو الفاس ( يعفن ) جوا و ﻵ يمرقوا الفاس و يجرحوا بطنم ( المجرحة مرات و مرات ...
و في رائي الخاص ان حكومة السودان تعلم تماما ان الجنوبين ﻵ يصمدون كثيرا و ﻵ يتهنون ببصلهم او بترولهم ( الخام ) و لكن الحكومة لزت ليهم العود كلو و العود كان طوييييل مريقوا صعب شوية او صعب جدا او قد ما يمرق نهائ ..... اللهم ﻵ شماتة ..
خرمجة : اﻵيام دي المطر تمام و كسﻵ بلد زراعية جد و كدا و نحنا اهلنا كل سنة يزرعوا زرة و بطيخ .... كدي المرة دي ما نجرب نزرع ( رمان ) و الله ح نكتسح السوق و نسمن شوية و نركب تلك السيرات ( الفارهة ) ﻵنوا الرمان مفيد و دي تكون فكرة ما سبقنا فيها احد ....
خرمجة تانية : ما تكلموا زول تقولوا ليهو ناس يوسف قالوا السنة دي يزرعوا( رمان ) ههههههه عشان ما يلزوا لينا العود براه بطنا إتملت عيدان و فيسان )( كتيرة خﻵص ) الفينا يكفينا ..... م تنسو لمن الرمان حقنا يمرق كل واحد فيكم ح ياخد رماناية وحدة ..... كونوا علي انتظار....
# يوسف محمد علي .

0 التعليقات