..... مفارقات هنا وهناك ....
بقلم / يوسف محمد علي.
ما ان يبلغ الفطام صبيا حتي يذهب ليلعب و ينطلق لسانه بالعبارات ( غير المفهومة ) حتي يتعرف علي والديه و يتعرف علي من حوله من مجتمع و طبيعة و بيئة .... و يتدرج في سلمه التعليمي من قبل المدرسي حتي تخرجه ...
و كل من الوالدين يعطي انطباعه علي اﻹبن ويرسم له مستقبله إن جاز التعبير بالصورة التي يراها و بالصورة المثالية التي يعتقدها ...
و قد يختلف اﻵبوين في مستقبل ابنهم او قد يتفقون ... منهم من يقول : انا دايروا يبقي لي مهندس كبير ..
و هي تقول ﻵ انا دايراها يبقي لي دكتور ( وﻵدة الهناء)
حتي يتصدر اﻵبوين المجالس و تقول اﻵم في مجمع من النساء : و الله بتي دي شاطرة ح تبقي دكتورة قد الدنيا ( وﻷدة الهناء يا يابه ) و ولدي دا كمان ح يبق لي طيار يوديني اي مكان ديراه .... و اﻵب كذلك يعزف علي نفس اللحن في المجالس و لكن هيهات.. لكل منهم ميوله و الكل منا ﻵ يضمن او ﻷ يعرف مستقبل ابنائه و هو ليس بالتمني و باﻹختيار ....
بعد سنوات حتي يقف اﻹبن امام اﻵمر الواقع و يمثل لجلوس لشهادة السودانية ... منهم من يختار مساقه بنفسه و منهم من يختارون له المساق علي ضوء تلك الخلفية التي ذكرناها في مقالنا هذا ...
اما اﻹبن او الطالب ( المسكين ) الذي اختار مساقه بنفسه يذهب الي الصف و يدرس الوضع ربما يوفق فيه و يواصل او ربما يغير مساقه الي مساق اخر ( و كثيرين هم من يتخبطون من المساق )
اما الذين تخبطوا في مساقهم منهم من رست سفينتهم علي بر و منهم من يظلون في ذلك التخبط حتي يأتي اﻹمتحان و هو ( رجل برا و رجل جوة ) ﻵ يعرف ماذا يحصد او سيزرع و تأتي عﻵماته بما فعل ....
وهنالك من قادهم مساقهم علي حسب درجاتهم في امتحان النقل و هم ﻵ غبار عليهم و السواد اﻵعظم منهم يمرون سريعا دون تخبط او تقلبات و هذا هو حال شهادتنا السودانية اﻵن ...
ما دفعني لكتابة هذا المقال اليوم هو ما نشاهده اﻵن في الساحة التعليمية من صراع مع المنهج و صراع مع السياسية التعليمية و صراع كذلك مع رغبات و طموحات المجتمع و اﻵسرة التي هي محور اهتمامنا و هي التي تدور عجلة المجتمع ....
من الواضح و المشاهد جليا لﻹستراتيجيات اﻵسر في اختيار تخصصات و مساقات ابناءها كما يرون هم او القليل منهم من يترك لهم الإختيار و ما ينتج منه من فجوات كبيرة و مهولة جدا في مجتمعنا التعليمي السوداني ( المقرمش )
نعم عزيزي القاري مجتمعنا السوداني ( المقرمش ) " بضم الميم و فتح القاف " مجتمع إنحط التعليم فيه و ذابت فيه كل معانيه اﻵ القليل التي اصبحت تقودها ( البركة ) ...
ماذا سنتظر من هذا المجتمع الذي ( يمشي بالبركة ) و يجبرنا ان نطور الوطن و البﻵد ايضا بتلك الطريقة ....
ماذا سنتظر من مجتمع كرس كل سياساته التعليمية الي التعليم اﻵكاديمي مع منع التعليم الفني و الصناعي حفنة من المجاﻵت
0 التعليقات